
من المرتقب أن تشهد السوق الوطنية مطلع شهر مارس المقبل دخول أولى الحافلات الجديدة المجهزة بأحدث تقنيات الأمان، على غرار أنظمة مراقبة النعاس، وكاميرات بزاوية 360 درجة، إضافة إلى أجهزة مراقبة السرعة، في خطوة تهدف إلى رفع معايير السلامة وتجديد حظيرة النقل العمومي في الجزائر.
وكشف رئيس بورصة المناولة والشراكة للغرب الجزائري، رشيد بخشي، في تصريح إعلامي، أن هذه العملية تُمثل مرحلة مفصلية في مسار تطوير الصناعة الميكانيكية الوطنية، كونها تندرج ضمن خطة حكومية تهدف إلى تجديد أسطول الحافلات وتعزيز الإدماج الصناعي المحلي.
وأوضح بخشي أن 10 آلاف حافلة سيتم استيرادها كمرحلة أولى، على أن تتولى ثلاث شركات العملية، وهي:
الشركة الوطنية لتطوير المركبات الصناعية (أوديف) التابعة لوزارة الدفاع الوطني،
شركة تيرصام للآلات الصناعية والحافلات،
شركة بنكبو بولاية الشلف.
وتحصل شركة “أوديف” على الحصة الأكبر بـ 7 آلاف حافلة، فيما توزع الكمية المتبقية على الشركتين الخاصتين، على أن يتم تسليم الحافلات قبل نهاية شهر فيفري ودخولها الخدمة خلال مارس 2026.
وأكد المتحدث أن هذه الحافلات ستُطرح بسعر التكلفة في البداية، في إطار برنامج وطني لتجديد الحظيرة القديمة التي تضم أكثر من 84 ألف حافلة، مشيراً إلى أن الإجراءات التقنية والمالية للاستيراد انطلقت فعلاً من خلال فتح الاعتمادات البنكية والتصريحات الجمركية.
وفي ما يتعلق بالإدماج الصناعي، أوضح بخشي أن العمل جارٍ على إدخال مكونات جزائرية في مراحل التصنيع المقبلة، تشمل الزجاج، الفولاذ، الحديد، أنظمة الفرامل، والإطارات، إضافة إلى الأسلاك الكهربائية، بمساهمة عدة مؤسسات وطنية متخصصة.
كما أكد أن بورصة المناولة ستطلق برامج تكوين وتدريب لفائدة المناولين الجزائريين بهدف رفع الكفاءات التقنية وتسهيل ولوج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى النشاط الصناعي الفعلي.
وأشار بخشي إلى أن دفتر شروط استيراد الحافلات الجديد فرض مواصفات تكنولوجية صارمة، تضمن جودة وأماناً أعلى مقارنة بالسنوات الماضية، وهو ما يعكس رؤية الدولة في تحقيق تصنيع وطني تنافسي قادر مستقبلاً على ولوج الأسواق الإفريقية.