وأكد السيد بن حمودة, في تصريح للصحافة, على هامش ندوة دولية حول الاستدامة في الطيران المدني, نظمتها شركة الخطوط الجوية الجزائرية, أن “برنامج استلام الطائرات, الذي كان مقررا انطلاقه في شهر يونيو الجاري, عرف تأخرا مصدره الشركة المصنعة وبعض المزودين بالمعدات الداخلية للطائرات, في ظل أزمة عالمية يعرفها قطاع النقل الجوي منذ جائحة كوفيد-19”.
وكانت الجوية الجزائرية قد وقعت في مايو 2023 مع شركتي “بوينغ” و”ايرباص” عقدين لتصنيع 15 طائرة, في إطار البرنامج الذي أطلقه رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, المتعلق بتعزيز اسطول الشركة وشبكتها الدولية, وكذلك تطوير الجزائر العاصمة كقطب إقليمي في مجال النقل الجوي.
وكان من المنتظر أن تشرع شركة “إيرباص” في تسليم أولى الطائرات ضمن هذا البرنامج, قبل نهاية الثلاثي الثاني ل2025, ولكن ظروفا تقنية على مستوى الشركة تسببت في تأخير العملية.
وسيسمح استلام الطائرات, في إطار هذا البرنامج, بإطلاق رحلات جديدة نحو وجهات إفريقية واسيوية وأوروبية خلال 2025 و2026, حسب السيد بن حمودة, الذي أشار على سبيل المثال إلى أن العمل جار لإطلاق خطي نحو العاصمة الهولندية أمستردام وغوانزو بالصين, قبل نهاية السنة الجارية.
من جهة أخرى, كشف المتحدث عن وجود مخطط لاستخدام الوقود المستدام في الطائرات الجديدة “انطلاقا من بعض المطارات الأجنبية”, بينما لن يستخدم هذا الوقود على مستوى المطارات الجزائرية إلا بعد استكمال الترتيبات اللازمة لإنتاجه محليا في
السنوات المقبلة.
وفي السياق ذاته, أكد السيد بن حمودة أن الخطوط الجوية الجزائرية تسعى لتكون في طليعة مسار التحول الطاقوي على مستوى إفريقيا والحوض المتوسط, من خلال تبني استراتيجية شاملة تشمل مختلف مستويات نشاطها, بدءا من تقييم شامل للبصمة الكربونية لأسطولها, وصولا إلى تعميم هذا التقييم على نشاطات التشغيل والصيانة والتموين والخدمات, قصد بناء قاعدة بيانات تمكنها من اتخاذ قرارات مبنية على أسس علمية وواقعية.
وتتضمن هذه الاستراتيجية -حسب المتحدث- خمسة محاور رئيسية وهي: تحديث العمليات الجوية, تعزيز النجاعة الطاقوية في مرافق الشركة, الابتكار والرقمنة, إدماج الوقود المستدام للطيران, وتسيير النفايات وفق مقاربات الاقتصاد الدائري.
وبخصوص شركة النقل الداخلي التابعة للخطوط الجوية الجزائرية, طمأن السيد بن حمودة بأن العمل جار لهذا الغرض بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية, وأن خطة الطريق لإطلاق الشركة جاهزة وسيتم الكشف عنها خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
واعتبر المسؤول الأول في شركة الخطوط الجوية الجزائرية أن المشروع “يمثل تتويجا لاستراتيجية انتهجتها الدولة منذ 2019 لإعادة وضع النقل الجوي الداخلي في صلب أولوياتها والتكيف مع التطورات التي يشهدا هذا المجال”, مشيرا في هذا السياق إلى ارتفاع عدد المسافرين على الرحلات الداخلية بأكثر من 25 بالمائة بين سنتي 2019 و2024.
وفيما يتعلق بتداعيات التطورات الأمنية الأخيرة في الشرق الأوسط, أكد المتحدث إلغاء الرحلات نحو العاصمة الاردنية عمان, على أن يتم إعادة برنامج الرحلات إلى وضعه الطبيعي فور تحسن الاوضاع, مؤكدا في الوقت ذاته أن الرحلات نحو باقي دول المنطقة لم تتأثر.
من جانبها, أشادت وزيرة البيئة وجودة الحياة, نجيبة جيلالي, في تصريح صحفي بوفاء شركة الخطوط الجوية الجزائرية بالتزاماتها البيئية, مؤكدة انها من أوائل الشركات الإفريقية التي تبنت البروتوكول الخاص بمحاربة الانبعاثات الكربونية.
بدوره, دعا المدير العام للوكالة الوطنية للطيران المدني, حسن بولفلفل, في تصريح صحفي, إلى “إعداد خطة للاستثمار الفوري في إنتاج وتوريد الوقود المستدام, وتحديث الأسطول الوطني وفق أعلى المعايير البيئية, مع تعزيز الشراكات الدولية مع مختلف الاطراف المتدخلة قصد مواكبة المعايير الدولية الجديدة في مجال الاستدامة, والتي قد يؤدي عدم الامتثال لها إلى التعرض لغرامات مالية ابتداء من سنة 2027”.
وجرت الندوة الدولية تحت شعار: “الاستدامة في الأذهان, من أجل طيران أخضر”, بحضور وزير النقل, السعيد سعيود, ووزيرة البيئة وجودة الحياة, نجيبة جيلالي, والرئيس المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية, حمزة بن حمودة, والمدير العام للجمارك, اللواء عبد الحفيظ بخوش, والمدير العام للوكالة الوطنية للطيران المدني, حسن بولفلفل, إلى جانب خبراء دوليين ومديري مؤسسات وهيئات معنية.
وعرف اللقاء تنظيم جلسات علمية وورشات نقاش, تم خلالها عرض مقاربات عملية ومبادرات مبتكرة من شأنها ترسيخ ثقافة الاستدامة داخل القطاع, والمساهمة في إيجاد حلول واقعية وفعالة للتحديات البيئية.